تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور؛ الذي يحتوي على الكثير من الخدمات، التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث. قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى.
جناح واحد
title

لم أكن أحب مشاركة الغرف مع الآخرين إلا للضرورة، فدومًا ما نحتاج ذلك، ونضطر أن نعتاد الضجة المملة والإزعاج.

 

اعتدنا بعضَنا البعضَ، وكان الاختباءُ دومًا طريقي للبقاء معه، كنتُ أكره رفقته في الغرفة تمامًا كما يكرهني، خاصة عندما يبدأ بوضع الزيوت المخلطة على جسده، وتبدأ أمه عملية الرش الليلية.

لم أكن أقتربُ منه أكثر من مرة أو مرتين كلما شعرتُ بالبرد، لكن أُمه كانت دومًا لي بالمرصاد.

أخبرني السكان القدامى هنا ذات مرة أنّها دومًا قلقة، خاصة أنه وحيدُها، لكني رغم ما تفعله كنت أحاول تجاهل كل تصرفاتها في إزعاجنا، والاسترخاء بعد كل وجبة أحصل عليها بعيدًا عن نظرهما، وخوفًا من أن يُقضى عليّ.

عدتُ متأخرًا ليلَتَها بعدَ أن غادرت للغرفة المجاورة، لم أجده في فراشه، تأخّر الوقت، لم يتغير سريره منذ غادرهُ صباحًا، تريَّثتُ قليلًا بجانب الستارة، ثم انطلقت بحثًا عنه في الغرف المجاورة التي لم أزُرها، لقد كان يرقد في غرفة والدته، حاولت الطيران حوله بشكل دائري والالتفاف لأقف على ذراعه، ولكن سرعان ما صاحت والدته وأطبقت يدَها عليَّ، سقطتُ على حافة السرير متدحرجًا وهي تحاول البحث عني، زحفت قليلًا بعد أن كسر أحد جناحيّ محاولًا الهرب، لكنها سرعان ما تناولتْ منديلًا وحملتني فيه، نظرتْ إليَّ مرددة: من البداية كنتُ أعرف أنك أنت سبب عدوَاه.

 

 

من مجموعتي القصصية على أكتاف السماء
التعليقات
()