تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور؛ الذي يحتوي على الكثير من الخدمات، التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث. قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى.
الحُـــبّْ 2 ـ 3
إعجاب
title
كبرت قليلًا؛ فاتسعت مساحة تجوالي، وامتلكتُ دراجة؛ أستطيع أن أصل بها آخر القرية، سواء من طريق السيارات الذي يحاذي القرية من الغرب، أومن الممرات بين البيوت والمزارع، كنت أزور مزرعة صديقي إبراهيم في أعلى القرية، نلعب معًا، وقبيل الظهر أركب دراجتي وأعود مع طرق وسط القرية، عندما انعطفت مع الناصية؛ تفاجأت بالبنت تركض وتقف في وسط الشارع! كدت أصدمها؛ لكنها أمسكت مقود الدراجة، وتساءلت:
ـ من وين جاي؟
ــ من فوق!
ــ وين رائح؟
ــ بيتنا!
وبحركة سريعة انتزعت (غترتي) وهربت، ناديتها، ولكنها لوحت بها وهي تدخل من طريق فرعي نحو بيت أهلها، وقفتُ محتارًا مدة طويلة؛ وعندما يئستُ؛ مشيت إلى البيت ونسيت ما حصل.
في المساء سألتني أمي:
ــ أين(غترتك)؟
لم أجب، قالت:
ــ كيف تترك (فلانة) تأخذ غترتك؟!
ــ وش درّاك؟
ـ (م) كان بجانبكم في النخل ورأى كل شيء؛ وحكى لأمه، واليوم أنا في مجلسها.
لم أقل شيئًا، لكني أضمرت أمرًا؛ ففي المساء تجتمع النساء في الباحة الكبيرة بين البيوت، ونحن الأولاد نتواجد في الشعيب المجاور؛ و(م) يأتي ليلعب معنا، جمعت أخي الصغير وصديقنا(ج) وحكيت لهما القصة، طلبت أن (نؤدبه) هزّا رأسيهما بالموافقة، وها هو يطل علينا؛ فنقف لنرحب به؛ ونحيطه ونمسكه ونلقيه ونضربه وهو يصرخ ولا يعرف أي شيء. ثم تركناه، وبلغته:
ــ لو تكلمت؛ قطعت لسانك!
وبعد مدة نسي الكل الحكاية والغضب، وتفرقنا في بقاع الأرض. وعرفت ـ فيما يصلني من أخبار ـ أنها تزوجت وأنجبت، وقبل سنوات، كنت مسؤولًا في التعليم وإذا بالمتصلة تخاطبني باسمي، سألت:
ـ من الأخت؟
قالت: أم فلان؛ أريد خدمة لابني، سجلتُ طلبها وبلغتها سأحاول إن كان الأمر متيسرًا، استفسرت عن حالي، وهل لدي أولاد؟ استغربت من كلامها، وقلتُ لها:
ـ لمِ َ تسألين؟
ـ مؤكد أنك لم تعرفني، لكن سأقول لك كلمة، وستعرفني مباشرة!
ـ ماهي الكلمة؟
ـ غترتك!
كانت فعلًا مفاجأة! تبادلنا الحديث عن حالي وحالها، وتمنى كل منا السعادة للآخر.
التعليقات
()