تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور؛ الذي يحتوي على الكثير من الخدمات، التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث. قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى.
أسطورة بلاد النور
title

كان مزاج الجدة متعكراً ومشغولاً: فقد تأخر الوقت ولم يعد الجد إلى البيت .أكرم يلح عليها وينتظرها لتروي له حكاية في تلك الليلة . طلبت الجدة من أكرم التوجه إلى العريش وبعد لحظات قليلة لحقت به،فتمدد هو على القعادة ،وسحبت الجدة كرسيها حتى غدت قريبة منه،جلست عليه وقالت:

هل سمعت عن وردة المساكين؟!فقال أكرم:

-لا يا جدة .

نظرت إليه الجدة وأظهرت ابتسامة جميلة تخفي بها عنه مزاجها المتعكر، وقالت له:

إنها وردة تنبتٌ في أرض غير مرئية، تسقى من ماء الوفاء والمحبة ،وتفوح منها رائحة الإخلاص .من يمتلكها يكن أغنى أغنياء الأرض. وهي كانت موجودة بكثرة في زماننا وقلت في زمنكم ،وسوف يأتي زمن يحاول الكثير الحصول عليها ولكنه لايجدها. ويقال :إن سبب ندرتها في هذا الزمن واختفائها عن الزمن القادم هو حاكم بلاد التنين ،لأن جبروته أصبح طائلاً وتسلطه مفرطاً ويعتقد ويتصور أن كل ما يملكه الناس هو ملك له.

وذات يوم قذفت الأمواج بصندوق صغير على شاطئ بلاده العظيمة وجده رجلٌ،يدعى:العم (زين) ففرح به ولم يكن يفكر في فتحه والاطلاع على مافيه ،وإنما قفز إلى تفكيره في تلك اللحظة هاجس كيف يسلمه للحاكم ليحصل منه على مكافأة مالية تعينه على إعالة أسرته الفقيرة ؟!

حمل العم (زين) الصندوق وأسرع الخطى متوجهاً إلى البيت لتساعده زوجته على التفكير في الطريقة التي يوصل بها الصندوق إلى الحاكم وتشاركه في رسم الحياة بما سيدره عليهم الصندوق والحاكم من مال...

بعد لحظات من إخبار العم زين لزوجته بكل ماحدث له وما يفكر فيه، قرر فتح الصندوق ليطلع على مافي داخله قبل تسليمه للحاكم .فتح الصندوق فخاب أمله حين شاهده محشياً بورق الأشجار المجففة فتركه مفتوحاً يفكر ماذا يفعل به الآن وتوصل إلى قرار بإغلاقه .قبل أن يتمكن من إغلاقه هبت ريح أزاحت ورق الشجر المجفف التي كانت تغلف السطح الداخلي للصندوق المفتوح وكشفت للعم زين عن أشياء في داخل الصندوق .ذهل العم زين وزوجته مما رآياه في داخله؟!

شاع بين الناس خبر الصندوق وما حصل مع العم زين حتى وصل إلى الحاكم .

استدعى الحاكم العم زين إلى قصره فجاء إليه حاملاً في يده الصندوق، وسلمه له في قصره في الحال ،لم يصدق حاكم بلاد التنين أن العم زين سلمه كل ما وجده في الصندوق،فقام يذكره إنه حاكم على كل هذه البلاد العظيمة، وكل صغيرة وكبيرة عليها هي ملك له،وقرر عقابه على التصرف فيه قبل إحضاره إليه وأمره أن يرحل فوراً إلى بلاد النور ويبحث فيها ويأتيه منها بوردة المساكين .وإلا ستدفع عائلته ثمن فتحع للصندوق.

ولم يحدد له وقتاً لإنجاز المهمة ؟!

خرج العم زين واعين الفقراء تحدق فيه مشفقة عليه داعية له بالتوفيق في إنجاز مهمته ،ويرتسم عليها الخوف من أن يصدر الحاكم أمراً بإرسالهم الواحد تلو الآخر للبحث عن بلاد النور لإحضار وردة المساكين منها عن فشل في إحضارها له، لإن لا شيء يقدر على إيقاف جشع الحاكم وجبروته وتسلطه إن أراد شيئاً أو امر بشيء.

رحل العم زين يبحث عن بلاد النور، يتسلق الجبال، وينام في العراء ويفترش الأرض ،ويلتحف السماء .مرت عليه أيام وليالٍ :إن وجد الزاد لايجد الماء .

بعد عامين من التيه والبحث عاد العم زين يحمل معه صندوقاً مثل الذي وجده أول مرة . فرح الفقراء بعودته، وكان الحاكم أكثرهم فرحاً حين سمع بعودته يحمل صندوقاً مثل الصندوق السابق ، ويختلف عنه بأنه محكم القفل .

توجه العم زين بالصندوق مباشرة إلى قصر الحاكم وقام بوضعه أمامه واستوى واقفاً يقول:

فجاة ،توقفت الجدة عن إكمال سرد الحكاية لأن أكرم بدأ بالشخير، ولم يستطع معرفة ما تبقى منها .

من مجموعتي القصصية أسطورة بلاد النور
التعليقات
()